كيف سقط الأسد في فخ الجلاد

كيف سقط الأسد في فخ الجلاد

قد يبدو مشهد أحد الأسود وهو يناقش بحثا علميا لنيل شهادة الماستر، عملا رائعا بالنسبة لنا كصحراويين، لأنه إنجاز غير عادي و قد تم من وراء القضبان. ولكن لو إستبعدنا العاطفة ولو قليلا سنجد أن الأمر مجرد مسرحية لغاية في نفس يعقوب، تخدم الجلاد قبل الأسد.

من خلال قراءة بسيطة للمشهد سنكتشف الآتي:

1- الأستاذ المشرف، والمعروف لدى القاصي والداني، بغوغائيته وصراخه، هو أحد رجالات لادجيد، حيث تتحمل المخابرات مصاريف كل تنقلاته وتمول مركزا للدراسات يديره.

2- لأول مرة يتم وضع علم دولة الإحتلال المغربي أمام لجنة المناقشة، و صورة خلفية كبيرة لملك المغرب في مقابلها علم كبير، مع العلم أن الصور عادة ما تعلق في الحائط ولا توضع على الأرض.

3- حضور أفراد عائلة المعتقل السياسي الصحراوي للمناقشة، و اخذ صور تذكارية مع العلم المغربي + صورة ملك المغرب هي حالة شاذة ولم يسبق أن قامت اي إدارة سجنية بها.

4- لم يسبق لأي معتقل سياسي صحراوي ان حظي بكل هذا الإهتمام الإعلامي بعد تسريب الصور.

ربما هذه ابرز النقط التي تلخص مشهد مسرحية النظام المغربي والتي تهدف إلى تلميع وجهه الحقوقي التي وصلت ادنى مستوياتها على المستوى الدولي، نظرا للشكاوى العديدة التي رفعها محامو المعتقلين السياسيين الصحراويين مجموعة أكديم إزيك إلى المنظمات والهيئات  الدولية بسبب التعذيب و إستمرار الإنتهاكات داخل الأسوار السجنية لحقوق المعتقلين السياسيين الصحراويين، وعدم التعاطي معهم كمعتقلي رأي ولعل أبرزها سياسة الإبعاد عن ذويهم في سجون متفرقة بمدن مغريية، و عدم تمتيعهم بكامل الحقوق التي يفرضها القانون الدولي كالتطبيب وهو الحد الأدنى من حق المعتقل.

كم مرة دخل الأستاذ عبد المجيد لمغيمض في إضرابات عن الطعام، تارة إنذارية و أخرى طويلة من أجل تمكينه من كافة حقوقه كسجين رأي؟ كم مرة تم تعنيفه و رفاقه داخل زنازنهم وحرمانهم حتى من فيتامين دي الذي تمنحه الشمس؟ و كم وكم.

مشهد اليوم، قد يكون وجها مفرحا، ولكن حين نقلب العملة فإن وجها آخرا تفوح منه رائحة سياسة خبيثة تخدم نظام الإحتلال فقط.

مشهد يحاول من خلاله النظام المغربي المرواغة والتلاعب بالمنتظم الدولي، و بذلك يصبح المشهد حجة علينا كصحراويين لا عليه.

ما سيقوله النظام هو: " هاهو السي عبد الجليل متمتع بكامل الحقوق ديالو"، "أحنا جينا للحبس  وناقشنا الرسالة ديالو و أعطيناه نقطة مزيانة"، و كل ما يقوله خصوم "الوحدة الترابية" هو مجرد إفتراء وتجن على النظام المغربي الذي يحترم المواثيق والعهود الدولية و يمنح المعتقلين السياسيين الصحراويين كامل حقوقهم.

سؤال: لماذا لم تحظى مناقشة الشيخ بنكا لمثل هذا المشهد الإعلامي؟

لماذا يتم تجاهل طلبات المعتقل السياسي عبد المولى ورفاقه بتمكينهم من حقهم في التعليم؟

ولكم ان تضعوا أكثر من علامة إستفهام حول هذه المسرحية التي يبقى بطلها النظام ولعب عن غير قصد دور الكومبارس فيها أسد من أسود أكديم إزيك، والتوقيت والهدف الرئيسي منها يوحي ان الأسد قد سقط في فخ الجلاد.


فليعلم الشعب الصحراوي ان النظام المغربي في ورطة على المستوى الحقوقي فلا تعطوه فرصة لتلميع وجهه البشع أمام المنتظم الدولي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المغرب : 25سنة والنتيجة نظام فاشل يجلس على فوهة بركان

قوات الاحتلال المتمركزة بقطاع البكاري

مؤسسة الأرشيف الاعلامي تعزي في رحيل مؤسس موقع (ARSO)