مايسمى بمنظمات المجتمع المدني المنضوية تحت لواء الإحتلال والعمل النضالي الثوري.. حدود الاتصال والانفصال



العمل النضالي بمفهومه ، سواء كان منضويا تحت جمعية تحت لواء الإحتلال أوشيئ آخر ، هل يسير حقا بالتوازي والتوازن مع العمل النضالي الثوري والتحرك الحقوقي وغيرهما، أم أنّ التقاطع وارد، والتداخل بين ماهو نضالي سياسي وماهو مدني الذي يكتسب شرعيته من تحت لواء الإحتلال بات سمة تطبع الاثنين في المناطق المحتلة وتلغي الحدود الفاصلة التي يصرّ فريق من الثوريين على محوها وإذابتها بينما يعمد فريق ثان من مصاصي الدماء والنتمصلحين لاحترامها وتكريسها؟
ذرائع كل فريق تبدو منطقية وتحشد لها مبررات كثيرة إذ تتخذ من نبل الهدف النضالي وإنسانيته في المناطق المحتلة منبعا ومصبّا لكنّ المنزلقات كثيرة هي بدورها، فالنضال حاضر ويطل برأسه في كل نشاط بشري مهما بدا بسيطا وواضحا ومغلّفا بمضمون ثوري أو نضالي، ذلك أن الفخاخ قد تنصب في كل طريق تدّعي الاستقامة والوضوح لأن المنعرجات والمطبّات والحفر واردة ومتوقعة، فكم من نشاط مايسميه الإحتلال بالمدني أوالحقوقي أو نضالي ، حاد عن المرمى الذي بعث لأجله وتلقفته لغة المصالح بشتى مشاربها الخاصة والعامة، الداخلية والخارجية والسياسة، كما يعلم الجميع، هي فن استثمار النشاطات والمصالح بلا منازع.
البعض يرى أن الفصل بين النشاط النضالي والنشاط مايسميه الإحتلال المدني الذي يكتسب شرعيته من دساتير وقوانين دولة الإحتلال المغربية كالفصل بين وجهين لعملة واحدة، ذلك أن التلازم بين العملتين هو تحصيل حاصل يكرسه الإحتلال لطمس ماهو نضالي عفوي، ممّا أكسب منظمات مدنية كثيرة منضوية تحت لواء الإحتلال نوعا من المشروعية للخوض في المسألة النضاليةة ومناقشة القضايا الوطنية والخيارات المصيرية انطلاقا من تلك "البروبكندا" والتي قد توضع بدورها على المحك، إذ أن هذه "الشرعية النضالية" لا تجعلها فوق الشبهات أو في منأى عن المساءلة والمحاسبة حين تحشر هذه المنظمات المدنية أنفها في الشأن النضالي خصوصا في المجتمعات التواقة إلى الإنعتاق والحرية التي تفصل بين ماهو نضالي وماهو مدني تابع لدولة الإحتلال وتحديد بوضوح مساحة النشاطات والصلاحيات لهذه الجمعيات المنضوية تحت قوانين وضعية للإحتلال المغربي ومايسميه الإحتلال المجتمع المدني التي ينبغي لها أن تكون في منئ عن الحراك النضالي للقضية الوطنية وليس بديلا يحل محلها ويتحدث باسمها.
والحقيقة في جوهرها، تكاد تضيع بين تعلّة وأخرى فلا تجعلنا نذهب بعيدا في مساندة العمل النضالي وحقه في ممارسة "الفعل المباشر" وإن كان مسيسا، ولا هي جعلتنا ندعو لجدار فصل بين العمل النضالي الذي يستمد شرعيته وأحقيته من ثقة في العمل النضالي من جهة، وبين مصاصي الدماء من جهة أخرى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المغرب : 25سنة والنتيجة نظام فاشل يجلس على فوهة بركان

قوات الاحتلال المتمركزة بقطاع البكاري

مؤسسة الأرشيف الاعلامي تعزي في رحيل مؤسس موقع (ARSO)